المارينز التكفيري لإغتيال المقاومة.
د.نسيب حطيط
بعد إشعال الساحة السورية،وإستنزاف الجيش السوري وتعطيل الدور المقاوم لسوريا و إنحياز بعض حركات المقاومة الفلسطينية لصالح مشروع ما يسمى الربيع العربي، والتحالف مع قطر والإسلاميين الجدد الذين إلتزموا بإتفاقيات كامب ديفيد ومعاهدات الصلح مع إسرائيل حتى وصلوا إلى دعوة اليهود الذين هاجروا من مصر للعودة إليها والتعويض عليهم،بقيت المقاومة في لبنان في ميدان المواجهة العملانية ضد إسرائيل على طول جبهة دول الطوق(لبنان – سوريا – الأردن ومصر)،ولذا فإن مصادرة الثورات العربية من قبل الأميركيين وحلفائهم الأتراك والعرب الخليجيين لم يحقق أهدافه الكاملة لحماية أمن إسرائيل والقضاء على مشروع المقاومة وإن إستطاع تحقيق بعض النجاح على مستوى إستنزاف سوريا وتحييد حركة حماس وتقييد العمل المقاوم في فلسطين المحتلة، إلا أن الجبهة الللبنانية والأساسية التي تقلق وتهدد إسرائيل لا زالت موجودة ولم تتأثر حتى الآن بما يجري في سوريا وإن أربكها وجعلها أكثر حذرا من بعض الحلفاء الذين حركتهم العصبية المذهبية والإغراءات المستقبلية في السلطة القادمة على أشلاء الدولة الفلسطينية الموهومة أو الكونفدرالية الفلسطينية – الأردنية كبربارة للوطن البديل.
بعد هزيمة إسرائيل في عدوان 2006،قررت إسرائيل الإنتقام والثأر من المقاومة في لبنان والداعمين لها في سوريا وإيران،ولا زالت تجهز نفسها بالمناورات ودراسة الثغرات وإستخلاص العبر وحشد القوى،لكنها عاجزة حتى الآن عن حسم الحرب الجديدة فاتجهت مع الأميركيين لإستخدام طوابير السلفيين التكفيريين بعد نجاح إستخدامهم بعنوان(المارينز التكفيري)بديلا عن المارينز الأميركي في أفغانستان والعراق وفي سوريا عبر جبهة النصرة وألوية القاعدة وأخواتها، لذا فإنهم بدأوا بتحضيرالساحة اللبنانية لإستقبال كتائب التكفيريين بحضانة داخلية على أن يتم تجميع بعض القوى الفلسطينية والسورية واللبنانية في تجمع تكفيري جديد تغطيه(جبهة النصرة في بلاد الشام)بداية حيث أن بلاد الشام تعني لبنان وسوريا وفلسطين والأردن). وتكون مهمة التكفيريين:
1- ضرب المقاومة في لبنان وإستنزافها في سيناريو متكرر للحرب الأهلية في لبنانعام 1975.
2- إستدراج المخيمات الفلسطينية للقتال كما حدث في مخيم اليرموك في سوريا.
3- تأطير النازحين السوريين مع العمال المقيمين في كتائب للجيش السوري الحر للإنتقام من المقاومة لإتهامها بالقتال مع النظام في سوريا.
4- المناداة بشعار رفع الحرمان(أهل السنة والجماعة)وإ سترداد الكرامة(بتمويل قطري) لتضليل البسطاء بأن الهدف حماية أهل السنة وذلك لإذكاء الفتنة المذهبية.
5-قيام إسرائيل عبر عملائها المحليين والقادمين ببعض الإغتيالات في صفوف الأطراف المتصارعة وتفجير السيارات المفخخة لإثارة الغرائز المذهبية والطائفية وإشعال النار المذهبية أكثر.
وبعد إنهاك الساحة اللبنانية،كما حدث عام 1975 والتي إنتهت بإجتياح عام 1982 وطرد المقاومة الفلسطينية من لبنان وتوقيع- إتفاقية أوسلو – وبداية إنتهاء المقاومة الفلسطينية ستعيد إسرائيل التجربة من جديد وتقوم بغزو لبنان بعد إنهاك المقاومة للتخلص نهائيا من بقية المقاومة العربية والإسلامية ويتم بعدها نقل المارينز التكفيري إلى إيران وروسيا.
إرهاصات الحرب الإسرائيلية على لبنان بواسطة التكفيريين الذين بدأت جحافلهم بالوصول والإنتشار ،والغطاء السياسي من بعض الأغبياء أو التابعين للمشروع الأميركي تم تأمينه،وحادثة عرسال مثال على ذلك، بعدما بقي الجيش يتيما ومتهما،وحركة الأسير النقالة في باصاته التي لن تهدأويمكن لمن يحركه أو يستخدمه أن يجعله بديلا عن بوسطة عين الرمانة لإشعال الفتنة.
يتلهى المسؤولون بالزاوج المدني وديمقراطية الإنتخابات وسلسلة الرتب والرواتب ويغمضون أعينهم عن الخطر الحقيقي الذي لن يبقي لا أخضرا ولا يابس.
ذلك هو المشروع الإسرائيلي – الأميركي الجديد ....فهل ينجح ؟
الجواب ...سيفشل بإذن الله كما فشلت المشاريع السابقة وستنتصر المقاومة وأهلها ،وعلى العقلاء في لبنان خاصة السنة والشيعة أن يبادروا لتحصين ساحتهم فإسرائيل ليست حريصة لا على السنة ولا على الشيعة،والدليل أن أهل فلسطين كلهم من المسلمين السنة وهم أول من ذبحوا وطردوا وإحتلت أرضهم ولا زالوا يقتلون ولكن التكفيريين الذين يحملون لواء أهل السنة(زورا)لم يقتلوا إسرائيليا حتى الآن ولم يوجهوا صاروخا أو طلقة رصاص لأنهم صنيعة المخابرات الأميركية وأخواتها من المخابرات العربية .
الفتنة قادمة والإنفجار على الأبواب ....فإما نقع فيه جميعا وندفع الثمن من الدمار والتهجير وضياع القضية، أم نبادر للوحدة والعقل و الحوار لإنقاذ لبنان وفلسطين وسوريا..... فهل من يسمع ويعقل.
بيروت في12/2/2013 سياسي لبناني*
www.alnnasib.com